الخميس، 26 يناير 2012

* تغطيتي لمُحاضرة {الذات و ثُنائيّة الانبهار والاحتقار - للدكتور: محمد العوضي }

بسم الله أبدأ، وبِهِ أستعين..

وَسَط تَصفيق حار اعتلى د.محمد العوضي  منصّة المسرح، ليُغرّد بكلماته الطيبة و يمنح سماء ليلتنا نجمة إضافيّة تُنيرها،
د.محمد العوضي

في مؤتمر {أنا: روح، عقل، عاطفة، جسد} ،ألقى علينا مُحاضرته التي حملت عنوان:
: : الذات وثُنائيّة الانبهار والاحتقار : :

يقول د.محمد العوضي:
·         المُعادلة: الانبهار يُؤدي إلى --- > الانصهار، والانصهار يُؤدي إلى --- > الاندثار.
·          انبهرت تَعَطلت مَلَكات النقد، والفرز، والفلاتر، والتصفية، تذوب فيه فتفقد شخصيتك وتستلم.
·         يقول العقّاد: "الهُويّة الواقية" الهوية التي تظل رمزًا يفخر فيه الإنسان كتاريخ.
·         الانبهار غير الإعجاب. الإعجاب يجعلك تفرز ما بين ما هو صح وخطأ.
·         الانبهار قد يكون: بصري، سمعي، حسي.
·         الانبهار يكون بماذا؟ الانبهار دائمًا يكون برموز و مشاهير.
·         و لماذا يكون الانبهار؟ يكون إما بأعمال ومنجزات قام بها هذا الشخص العظيم أو المشهور، و إما بقيم و صفات شخصية ومواهب ذاتية لهذا العظيم و إما بما خلّفه في التاريخ يشهد له الناس من آثار و إما انبهار بالتقنيات المعاصرة التي لها بعد آخر.
·         " في البدءِ كانت الدهشة وإلا لما فكّر الإنسان وتأمّل" هكذا قال الفلاسفة.
·         الانبهار في الميزان : قاعدة : التميّز يُقدّر و يُحترم.

:

·         الجوانب المقبولة في الانبهار:
-          الإعجاب في الصنعة أيًا كان هذا الإنسان الصانع.
لما يتكلمون عن عجائب الدُنيا السبعة في آلاف العجائب، و نحن حتى في الدين نقف عند الآية: "فَبأيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذّبان" لما جلسنا مع أستاذنا في التفسير الدكتور حسن فرحات أكثر المُفسرين يقولون أن المعنى الدارج لهذه الآية: (النِعم) ، أيضًا من المعاني و يسند إلى العلامة الهندي الفراهي أكّد على معنى : (الشيء العجيب، والخلق العظيم).
-          التقدير و الاحترام للصانع على ما فعل.
مثال: عبقرية السومريين الطبيّة والفلكيّة، نحن يجب أن نشهد للحاضر و الغائب و هذه قضايا موضوعيّة ليست لها علاقة لا بدين و لا بملة و لا انتماء.
-          الشعور بأهمية الآخر، لأن عنده إضافة بالكون.أيًا كان هذا الآخر.
-          الشعور بالدور التكاملي للإنسانيّة.
هذا يقدّم إبهارًا طبيًا، وهذا يُقدّم إبهارًا عمرانيًا، وهذا يُقدّم إبهارًا إداريًا...الخ ، هذا الاختلاف يؤدي إلى التكامل.
-          الانبهار يُعلّمنا أهمية المحاولة و الخطأ والتجارب في ميادين الحياة المُختلفة وتطرد عملية التكاسل.
الانبهارات تجعلنا نعيش وفق عالم الممكنات التي نستطيع أن نطورها وفق سنة الله بتسخير الكون للإنسان.
 :

يذكر د. العوضي أبيات أحمد شوقي التي مدح فيها شامبليون.
من هو شامبليون؟
هو فرنسي، العبقري الذي فكّ لنا لُغز حجر الرشيد، لذلك شوقي قال في قصيدته مطلعها :
في الموتِ ما أعيا و في أسبابِهِ  ***  كُلُّ  اِمرِئٍ   رَهنٌ   بِطَيِّ   كِتابِهِ
  و يمضي أمير الشُعراء في قصيدته إلى أن يأتي للبيت الذي يقول فيه ..

أَفضى  إِلى  خَتمِ  الزَمانِ  فَفَضَّهُ  ***  وَحَبا  إِلى  التاريخِ  في  مِحرابِهِ
وَطَوى القُرونَ القَهقَرى حَتّى أَتى  ***   فِرعَونَ   بَينَ   طَعامِهِ   وَشَرابِهِ

يقصد بها شامبليون

:

·         الجوانب المرفوضة في الانبهار:
-          تُعطّل الذهن من الالتفات للتاريخ و تجعل الإنسان يحتقر ذاته و عطاءاته و إنجازاته ، و ينكفِئ على ما أعطى الآخر الذي أنت بِهِ مُنبهر.
-          يعمى الإنسان عن الرؤية النقديّة.
-          الإحساس بالدونية بدرجة أقل من الآخر، فقدان الأنا، عدم الإحساس بالأناقة و أن يكون مُتألّق و أنيق حضاريًا.
-          الارتباط بالحياة المادية بجانبها المادي البحت بمعزل عن الجانب الروحي.
-          عدم التفريق بين معتقد الشخص و إنجازاته فيقلده في أخطاءه و انحرافاته لأنه مبهور بعطاءه،  و أبو حامد الغزالي في كتابه (تهافت الفلاسفة) نبّه على هذا الإشكال.
-          التقييم الجزئي للحضارات، و إغفال منظومة كاملة لها و عليها.

·         أسباب الانبهار:
-          رؤية نهايات الأشياء و عدم رؤية بدايات تلك النجاحات والتجارب التي سبقتها والتي هي أهم ليستفيد منها، لم يأتِ هذا النجاح بيوم و ليلة.
اليابانيون نجاحهم جاء بعد حرب عالمية أنهت كل شيء: أرض لا تُنبت، الأجنة في الأرحام تشوهت، القيود الصناعية، اقتصاد انهار، القواعد العسكرية، خمس سنوات و أمريكا تديرهم، لكن لهم عبقرية لما جاء الأمريكان و عطوهم كل الشروط: وافقوا، لكن لما قالوا لهم أن اللغة ستصبح لغة إنكليزية، قال اليابانيون: لا، اللغة هويّة للأمة لا يمكن أن نتنازل عنها.
:

الدكتور محمد العوضي:
http://bit.ly/i9SRSm

تويتر د.محمد العوضي:
@mh_awadi


------
ملاحظة: الصور المُستخدمة في هذه التدوينة نقلتها من الانترنت، يؤسفني أني لا أعرف اسم من قام بتصويرها/رسمها لأرفقه..

:

كان هذا تلخيص للذي استفدته من تلك المُحاضرة. من لا يُدرك كُله لا يترك جُلّه.

رافقتكم الاستفادة ، شُكرًا على مُتابعتكم.

لاتنسوني من صالح دُعاءكم :)
لطيفة
@Latifa_Aljassem

هناك تعليقان (2):

  1. ررررررررررررررائع أخيتي والموضوع في غاية الروعة

    ردحذف